أشرقت شمس النبوة في مكة المكرمة ، وبدد نورها ظلام الشرك ، و نزل نور الوحي الذي أـحيا القلوب من جديد ... و أسرع عثمان بن عفان رضي الله عنه يدفعه ضميره الصادق إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ليعلن بين يديه كلمة التوحيد بلسان صادق .
و سار خبر إسلامه مسرى النار في الهشيم ، و قامت ثورة الغضب و الحقد في قلب عمه الحكم بن أبي العاص بن أمية ، فأمسك به ، و أحاطه بالقيود ، و شده من يديه و رجليه .
و قال له في حده : أ ترغب عن ملة آبائك إلى دين محدث ، و الله لا أحلك أبدا حتى ما تدع ما أنت عليه من هذا الدين .
فقال له عثمان رضي الله عنه بصوت امتلأ إيمانا : و الله لا أدعه أبدا و لا أفارقه .
و ظل إيمانه يزداد صلابة يوما بعد يوم ، و لحظة بعد لحظة ، فلما رأى عمه قوة إيمانه الغض و رسوخ ضميره الطاهر تركه