كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضُّ الناس على الاجتماع وعدم الفرقة بوسائل كثيرة، ويستغلُّ مناسبات مختلفة لتحقيق الوحدة بين المسلمين؛ ومن هذه الوسائل الاجتماع على الطعام؛ فقد روى أبو داود وابن ماجه -وقال الألباني: حسن- عن وَحْشِيِّ بْنِ حَرْبٍ رضي الله عنه، أَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنَّا نَأْكُلُ وَلا نَشْبَعُ. قَالَ: "فَلَعَلَّكُمْ تَفْتَرِقُونَ؟" قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: "فَاجْتَمِعُوا عَلَى طَعَامِكُمْ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ".
فهنا اشترط شرطين لتحقق البركة في الطعام؛ وهما: الاجتماع وتسمية الله قبل البدء فيه، وليست البركة فقط في الطعام وأثره في الجسم؛ إنما البركة كذلك في تحسُّن العلاقات الأسرية نتيجة تقابل الجميع على الطعام يوميًّا.
ولا ننسَ شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].